في دولة كجمهورية العراق وتحديداً في العاصمة بغداد والتي يبلغ تعدادها السكاني حوالي 9 مليون نسمة، ازداد الاعتماد على الإنترنت في السنوات القليلة الماضية حتى بات مرتبطاً بكافة مناحي الحياة، سواءً في الأعمال أو لدى الأفراد.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال مسألة انقطاع الإنترنت في العراق مشكلة مستمرة، وهو ما تشير إليه العديد من الدراسات السوقية ومنها دراسة مؤسسة بروكينغز البحثية الأميركية الأخيرة، والتي خَلُصت لحلول العراق في العام 2017 للمرتبة الرابعة عالمياً في انقطاع الخدمة عن المستخدمين الذين يبلغ عددهم 8.280 مليون، وذلك لأسباب عدة.
هنا، يطرح السؤال نفسه. ماذا يحدث لو تعطل الإنترنت؟ وما هو مدى تأثير ذلك على الحياة والإنتاجية؟
السيناريو المتوقع كالتالي: أن تتعطل الحياة بشكل أو بآخر؛ ذلك أن أغلب القطاعات ستتأثر بالسلب، وأن الأعمال ستتوقف، خاصة تلك القائمة على التكنولوجيا منها، وبالتالي ستتوقف خدماتها التي يتم تقديمها عبر الإنترنت أو بالاعتماد عليه، كما أن التواصل سيضعف، والمعاملات في الدوائر والمؤسسات المختلفة ستتأخر. كمحصلة، سيتضرر الاقتصاد بشكل عام، وسيتم تسجيل الخسائر، كما أن جزءاً من حياة الناس اليومية سيتعقد.
خلافاً لهذا السيناريو، والذي من المؤكد أنه لا يعكس التوقعات التقليدية مع "كريم"، الشركة الرائدة في خدمة حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى تركيا، والباكستان، والتي تضع على عاتقها مهمة تسهيل تفاصيل الحياة اليومية، فإنها كانت منذ انطلاقتها في السوق العراقية، أكثر استعداداً وجاهزية من أجل مواصلة العمل وخدمة العملاء وتأمين تنقلاتهم من مكان إلى آخر مع خدماتها تحت ظل كل الظروف، والتي تشمل انقطاع خدمات الإنترنت.
وبفضل خططها البديلة، وكوادرها المؤهلة والمتميزة بعملها الدؤوب على مدار الساعة وبروحها الحماسية والجماعية، مع قواعد بيانات محمية، يمكن لعملاء "كريم" في حال انقطاع خدمات الإنترنت وعدم التمكن من الوصول لتطبيق الشركة أو موقعها الإلكتروني، طلب الخدمة والاستفادة منها والوصول لوجهاتهم المرغوب الوصول إليها دون عناء أو تأخير، وبالتالي ممارسة حياتهم بالشكل المعتاد؛ ذلك أن "كريم" ترسل لهم جميعاً فور انقطاع الإنترنت رسائل نصية قصيرة، تزودهم عبرها بأرقام هواتف محددة ومخصصة لحجز رحلاتهم اللاحقة، متولية مهمة التنسيق مع الكباتن والتأكد من توافرهم في الموعد والمكان الذي يتم تحديده.
وقامت "كريم" بالتعامل مع آخر حالة انقطاع لخدمات الإنترنت بمهنية وكفاءة عاليتين، حيث تمّ التنسيق مع كل من الكباتن والعملاء في نفس الوقت، من خلال نشر نموذج على صفحة الفيسبوك الخاصة بشركة "كريم"
لتتمكن من إحصاء أسماء الكباتن المتوفرين في المنطقة خلال فترة انقطاع الإنترنت وتعبئة أسمائهم في هذا النموذج. من جهة أخرى، تمّ تمكين العملاء من حجز رحلاتهم في وقت يسبق موعد رحلتهم الفعلي، وقامت "كريم" بجدولة جميع الرحلات التي تم حجزها مسبقاً والاتصال بالعملاء لتأكيد موعد وتفاصيل رحلتهم، بالإضافة إلى إرسال رسائل نصية قصيرة للكباتن المتوفرين في ذلك الوقت، بناءً على النموذج الذي تم تعبئته من قبلهم، لتزويدهم بتفاصيل الرحلة المسندة إليهم ومعلومات تمكنهم من التواصل مع العميل والوصول إليه بسهولة وفي الوقت المحدد كالإسم ورقم الهاتف. كما تم تخصيص خط خاص لاستقبال مكالمات العملاء ليتمكنوا من حجز رحلاتهم (للذين لم يحجزوا مسبقاً) قبل نصف ساعة من موعد الرحلة الفعلي. وتم تقدير تكلفة الرحلة الواحدة بقيمة خمسة آلاف دينار عراقي، بالإضافة إلى منح كل كابتن حوافز مالية عن كل رحلة قام بها خلال فترة انقطاع خدمات الإنترنت.
وإذ تعتبر "كريم" العمل في العراق بمثابة تجربة نوعية لها، كانت وقُبيل دخولها السوق المحلية قد وقفت من خلال دراساتها المعمقة على مختلف التحديات والاحتياجات والتطلعات ضمنها، فبنت الخطط وصممت الخدمات التي يمكن تكييفها بما يتناسب مع أوضاعها وظروفها، وهو الأمر المنبثق من حرصها الشديد على حماية مصالح العملاء الذين تضعهم على قائمة أولوياتها، وعلى خدمتهم وتلبية متطلباتهم من خلال الابتكار والعمل الجاد الذي لا توقفه التحديات التي تقيسها وتتعامل معها بأسلوب مختلف، وذلك لاختلاف معاييرها المتعلقة بها.
ومع هذه الميزات التي تتمتع بها "كريم"، فإنها تقدم نموذجاً حياً وملهماً للمشاريع التي تهدف لتقديم قيم نوعية مضافة لتركيزها على تسهيل الانتقال لحياة أفضل مع خدماتها سواء الأساسية أو التنموية والتي تسهم في مجملها في دفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي.
ليست هناك تعليقات